إذا كان تَّلوُّث البيئة هو الوجه المظلم لعصر التقدُّم العلمي والتكنولوجي الذي تشهده المجتمعات المُعاصِرة، أو هو ثمن للمدنية الحديثة، حيثُ أصبح التَّلوُّث آفة العصر لما له من آثار ضارة على البيئة والإنسان، فقد بدأت البيئة رغم نظامها البديع، تنوء بما أصابها من جرَّاء هذا التَّلوُّث، وتعجز عن معالجته تلقائياً بما يحقق خيرًا للبشرية، وبدأ الإنسان نفسه يعاني من المشاكل ويذوق من ألوان العذاب بما قدمت يداه ودفعت البشرية ثمن التقدُّم العلمي غالياً متمثلاً في الأضرار النَّاتجة عن هذا التَّلوُّث، والتي تنعكس في معظم الأحيان على الإنسان، لذلك كانت الضرورة مُلحَّة لإرساء قواعد للتأمين من المسؤولية في مجال أضّرار التَّلوث، لما يلعبه من دور فعَّال في تغطية الأضرار عموماً.
ويلعب التَّأمين دوراً بالغ الأهمية في المجتمعات الحديثة، في ظلِّ تعدُّد أنواعه حتى كاد يغطي كافَّة أوجه الأنشطة، فإذا كان عبء التعويض يقع على عاتق من أوجد الضَّرر بإرادته، باعتبار أنَّه هو الذي أنشأ هذه المخاطر، فحين يعجز هذا الذي أوجد الضَّرر، يجد نظام التأمين يتكفَّل بأعباء هذا التعويض ويحلُّ محلَّه مما يحقق العدالة للمضرورين، وما ذلك إلَّا محاولة لتغطية التَّطوُّر الحادث في شتى مجالات الحياة وما يصاحبها من خطورة المسؤوليات المُرتبِطة بها، وظهور مخاطر جديدة، كالطَّاقة النَّووية، وأخطار المُنتجَات الحديثة وأخطار التَّلوُّث البيئي، وحيثُ إنَّ هذه المخاطر الحديثة تتميَّز بخصائص مُعيَّنة، قد تستلزم تطويع أو إيجاد قواعد جديدة حتى يمكن القول بتغطيتها تأمينياً، ولمَّا كان التَّأمين ضدَّ خطر التَّلوُّث البيئي يتمُّ بوثائق تأمين المسؤولية، فقد بدأت شركات التَّأمين في فصل المخاطر البيئية عن وثائق التَّأمين العامَّة، والتركيز على مخاطر بيئية محدودة بوضوح ووضع أقساط بناء على ذلك.
التأمين – الخطر – المسؤولية – أضرار – تلوث البيئة.
المراجع باللغة العربية:
أولاً- الكتب:
ثانياً- الرسائل الجامعية:
ثالثاً- القوانين والتشريعات:
المراجع الأجنبية:
أولاً- مراجع باللغة الإنجليزية:
ثانياً- مراجع باللغة الفرنسية: