لما كان عقد العمل يقوم على الثقة والتعاون بين طرفيه، لهذا فإن المنازعات العمالية، وبشكل خاص المنازعات ذات الطابع الجماعي تكتسي خطورة كبيرة لأضرارها المحتملة؛ لذلك تنص قوانين العمل على وسائل ودية رضائية وغير رضائية لتسويتها بأسرع وقت، ومن بين هذه الوسائل الوساطة. تناول بحث الوساطة في تسوية منازعات العمل، في دراسة مقارنة تاريخ الوساطة؛ حيث تبين أن الوساطة –كآلية لتسوية المنازعات- رغم تطورها الحديث إلا أنها قديمة قدم العلاقات الإنسانية؛ لهذا أوضح البحث أهمية الوساطة وترتيبها بين الوسائل الودية لتسوية المنازعات العمالية، ومن ثم بيّن مفهومها؛ فعرّفها في اللغة والاصطلاح مبيناً المصطلح الذي اشتقت منه الوساطة وعدد شروطها وشرح طبيعتها، من حيث إن اللجوء إليها يتوقف على اتفاق أطراف النزاع أم لا يتوقف على ذلك؟ وتناول البحث الخصائص التي تميّزت بها الوساطة مما جعلها الخيار الأمثل لأطراف النزاع، وبشكل خاص ما تميزت به من أنها لا تفرض حلاً على الأطراف بطريقة استبدادية، والمرونة والسرية وانخفاض التكلفة التي تتميز بها، واعتبارها مفهوماً حديثا للعدالة. حيث تحافظ على علاقة ودية بين أطراف المنازعة العمالية مما يعطيها أهمية كبيرة، ثم بين البحث طريقة تعيين الوسيط والشروط التي يجب أن تتوافر فيه، والإجراءات التي تسير بها الوساطة، وواجب الوسيط بالمحافظة على الأسرار المهنية التي اطلع عليها، وخلص البحث إلى توصيات من أهمها ضرورة أن يترك لأطراف النزاع الاتفاق على اختيار الوسيط، وفي حال فشلهم في ذلك تتولى الجهة الإدارية تسميته من الجدول الذي أعدته مسبقاً.
إجراءات الوساطة – تسوية المنازعات – منازعة عمل جماعية – منازعات عمل فردية – اتفاق وساطة.
أولاً- المراجع العربية:
ثانياً- المراجع الأجنبية: